النفوذ الإيراني يتزايد بالحشد الشعبي والعبادي يرحب

الخميس 18/يونيو/2015 - 11:56 ص
طباعة النفوذ الإيراني يتزايد
 
لا زالت ميليشيات الحشد الشعبي تثير العديد من علامات الاستفهام بين ولائها للدولة العراقية وانتمائها الروحي والديني للمرجعية الدينية في إيران، التي لا تكف عن الإشادة بها، وهو ما أكده المرشد الأعلى الإيراني، علي خامنئي، لدى استقباله رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي والوفد المرافق له في طهران، قائلا: "إن قوات الحشد الشعبي ستترك تأثيرات كبيرة للغاية على مستقبل العراق، ويجب التحلي بالوعي واليقظة في الحفاظ على الوحدة الوطنية والسياسية في العراق؛ لأن إيران تدعم الوحدة بين مختلف الفصائل والقوى الثورية العراقية، وإن إيران تعتبر أمن العراق وتقدمه من أمنها وتقدمها؛ لأن الأمريكيين يريدون نهب ثروات العراق، كما يفعلون في بعض البلدان العربية بالمنطقة، ويريدون في ذات الوقت فرض رغباتهم، إلا أنه لا ينبغي السماح لهم بتحقيق مثل هذا الهدف".

حديث علي خامنئي يؤكد على دعم إيران للعديد من هذه الميليشيات وعلى رأسها:

حديث علي خامنئي يؤكد
1- ميليشيات "فيلق بدر" والذي تأسس في طهران عام 1981 من قبل المجلس الأعلى الإسلامي العراقي الذي كان يسمى في ذلك الوقت "المجلس الأعلى للثورة الإسلامية"، على يد عالم الدين الشيعي محمد باقر الحكيم الذي اغتيل في العام 2003، بعد أشهر من الاحتلال الأمريكي للبلاد، ويتلقى الدعم والتدريب من إيران، ويتزعم فيلق بدر هادي العامري، ويضم نحو 12 ألف مقاتل، غالبيتهم انخرطوا في صفوف الأجهزة الأمنية العراقية، ويتولون مناصب قيادية في وزارة الدفاع وجهاز الاستخبارات، ويتهم بالوقوف وراء مقتل العديد من قادة الجيش العراقي السابق، ولا سيما ضباط القوات الجوية والطيارين، وكذلك أعضاء حزب البعث المحظور في أعقاب إسقاط النظام السابق.

النفوذ الإيراني يتزايد
2- عصائب "أهل الحق": تشكلت بشكل رسمي بعد انشقاق القيادي في التيار الصدري قيس الخزعلي، ولحق به آلاف المقاتلين في عام 2007، وتعمل تحت رعاية قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني الجنرال قاسم سليماني، ويقدر البعض عدد أفرادها بثلاثة آلاف مقاتل عند الإعلان عن تأسيسها الرسمي في 2007، وتحولت العلاقة بين الصدر والخزعلي إلى ما يشبه العداء، واتهم الصدر العصائب عام 2007 بـ"ارتكاب جرائم طائفية"، وطالب "إيران بوقف التمويل عنها".
ويُعرف عن ميليشيا عصائب أهل الحق أنها من أشد الفصائل الشيعية تشددًا، وكانت ضالعة بصورة واسعة في أعمال العنف الطائفي بين عامي 2006 و2007م وأعلنت مسئوليتها عن ما يقارب ستة آلاف هجوم على القوات الأمريكية وحلفائها والقوات العراقية، وذاع صيتها عندما اختطفت مهندسي نفط بريطانيين وجنديا أمريكيا عامي 2008 و2009، وتمتاز بنوعية التسليح العالي والإمكانات المادية المتفوقة.
وبعد رحيل القوات الأمريكية أواخر 2011، أعلنت تخليها عن السلاح والانضمام للعملية السياسية، وبات الخزعلي مقربًا من المالكي، ويُقدر عدد أفرادها بنحو عشرة آلاف مقاتل، ويشارك الآلاف منهم في القتال إلى جانب قوات النظام السوري واتهمها السكان السنة بارتكاب انتهاكات بحقهم في ديالي ومناطق حزام بغداد، وبإعدام العديد منهم دون محاكمة، وبمهاجمة دور عبادتهم وينشطون حاليا في محافظة ديالي وفي مناطق حول سامراء بصلاح الدين وعلى المشارف الغربية والجنوبية لبغداد، ووجه لها الاتهام في إعدام مواطنين سنة مؤخرًا في مدينة بعقوبة مركز ديالي، وتعليق جثثهم بأعمدة الكهرباء لترهيب الناس.

النفوذ الإيراني يتزايد
3- "جيش المختار وهو ميليشيا شيعية تابعة لحزب الله فرع العراق، يتزعمه القيادي الديني واثق البطاط الذي يقول إن تنظيمه امتداد لحزب الله اللبناني، ويرفع مثله رايات صفراء لكن بشعارات مختلفة ويدعو الحزب منذ تأسيسه في مطلع يونيو 2010م لقتل أعضاء حزب البعث المحظور ومن يصفهم بـ"النواصب والوهابيين"، ويجاهر البطاط بالولاء المطلق للمرشد الإيراني علي خامنئي ويقول إنه سيقاتل إلى جانب إيران إذا ما دخلت في حرب مع العراق، على اعتبار أن خامنئي "معصوم من الخطأ".
 

جنرال أمريكي: ميليشيات إيران أخطر من داعش

جنرال أمريكي: ميليشيات
الولايات المتحدة الأمريكية دخلت على خط اتهام إيران بدعم الميليشيات المسلحة؛ حيث شدد القائد السابق للقوات الأمريكية في العراق، الجنرال ديفيد باتريوس، على أن التهديد طويل الأمد للعراق والمنطقة لا يتمثل في تنظيم "داعش"، وإنما في الميليشيات التي تدعمها إيران، وأنها استفادت من الفراغ المؤقت في السنوات السابقة لتتمدد وتفرض نفوذها.
وطالب رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، بمواجهة تنامي نفوذ طهران وتحجيمه إلى أقصى الحدود، وأن التطورات التي يشهدها العراق منذ أربع سنوات تمثل مأساة حقيقية، وأن رئيس الحكومة العراقية السابق، نوري المالكي هدم ما أنجزته واشنطن، وخرب القوات العسكرية، وسرح قياداتها واستبدالها بأخرى فاسدة ومتورطة بالفساد، وأن السُّنة لعبوا دوراً بارزاً في هزيمة تنظيم "القاعدة" في العراق.
 وشدد على خطورة الميليشيات الشيعية التي تحارب في الصفوف الأولى ضد تنظيم "داعش"، وعبر عن تخوفه من قيامها بعمليات تطهير طائفي، وتهجير السنة من مناطقهم. 
النفوذ الإيراني يتزايد
الشيعة أنفسهم أكدوا على دعم إيران للطائفية من خلال هذه الميليشيات التي ترتكب جرائم طائفية؛ حيث أكد محمود الحسني الصرخي المرجع الشيعي العراقي أن أفعال السلب والنهب التي قامت بها ميليشيات "الحشد الشعبي" الشيعية في مدينة تكريت، شمال بغداد، مثّلت "انتكاسة أخلاقية"، وجسدت "شريعة الغاب"، وأن جميع المؤشرات تدل على خسارة عسكرية واضحة لإيران وأمريكا في هذه المدينة.
وقال: إن نتائج الحملة العسكرية في تكريت تمثل خسارة عسكرية للقوات العراقية والميليشيات المتحالفة معها؛ لأن أبسط محلل عسكري أو مطلع على الشئون العسكرية، يعلم ويتيقن أن موقع تكريت العسكري، ومساحتها الجغرافية لا تستحق عشر معشار الخسائر الجسيمة بالأفراد والمعدات التي خسرتها قوات الحكومة والميليشيات وقيادات إيران، وتقع على "المغرر بهم من أبناء العراق الذين صاروا حطبًا ووقود نار طائفية مفتعلة"، وأن المعارك "كانت ولا تزال خاسرة وستبقى خاسرة ما دامت نفس الوسائل والمخططات والأفكار والقيادات موجودة، وما دام المنهج هو نفس المنهج الطائفي العنصري التكفيري".

وتشكل هذه الميليشيات شديدة الولاء لطهران، ذراع إيران التي أنشأتها ودربتها تحت إشراف وحدات خاصة من الحرس الثوري الإيراني وهو ما لا يرفضه رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي؛ حيث أكد أنه يزور إيران للمرة الثانية منذ توليه رئاسة الوزراء في العراق في أقل من عام، وهذا الأمر يشكل تأكيدًا على عمق العلاقات الودية القائمة بين البلدين.. وأنه بوسع البلدين إكمال علاقات أحدهما بالآخر في المنطقة والعالم، وتعزيز دور كل منهما فيهما، وينبغي أن يشكل العراق وإيران جبهة موحدة لمكافحة الإرهاب".
وتابع أنه نظرًا إلى القدرات والطاقات العالية في العراق يمکن إعادة الأمن بشکل کامل إلی هذا البلد خلال فترة قصيرة من خلال القضاء علی المجموعات الإرهابية، وما زلنا نتوقع الاستفادة من خبراتکم القيمة لبناء العراق ومعالجة التخلف التاريخي والدمار الذي خلفته الحروب الأخيرة؛ ليكون بذلك قد رسخ رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي للتواجد والنفوذ الإيراني في العراق. 

شارك